روضة البراءة

تعلم بجرأة. عش الإلهام. احصل على التعليم ، وليس مجرد شهادة.

الهيكل التنظيمي

أسماء عيادة الرويلي

مديرة روضة البراءة

الجوهرة أحمد المويشير

عضو إداري

مها سعيد الحويطي

عضو إداري

حمدية موفق الرويلي

عضو إداري

منى نزال اللاحقي

عضو إداري

مرادي عزام الرويلي

عضو إداري

أروى فريد السعدون

معلمة

منار مبارك السهلي

معلمة

عيده معاوض الرويلي

معلمة

ميساء خضر الحماد

معلمة

سارة متعب الصالح

معلمة

غدير عبدالرازق الجار الله

معلمة

الهيكل التنظيمي  image

الألعاب الجماعية

هي ألعاب يستمتع بأدائها و يهدف إلى تنمية جوانب الطفل و إيجاد تواصل بين المعلمه و الأطفال بين بعضهم البعض

أعرف أكثر

لعبة التذكر

لعبة الأشكال الهندسيه

أعرف أكثر

لعبة الحروف

أعرف أكثر
قصة النملة السوداء image
قرية النمل الأسود
فكرت ملكة النمل وزوجها في إقامة قرية كبيرة تضمهم وتضم جميع رعاياهم من النمل، ولكن توفي الملك وترك ملكة النمل وحيده، فقررت الملكة ألا تضيع وقتا أكثر من ذلك وتبني القرية بسرعة ودقة، فحفرت طويلا وكثيرا لكي تأسس منزلها الجديد، ثم وضعت الملكة بيضا كثيرا جدا.


 
ويوما ما فقس كل البيض الذي وضعته ملكة النمل، خرج من البيض يرقات صغيرة، وكان النمل الصغير بلا أرجل ولا أقدام، لكن هذا الحال لم يستمر طويلا، فقد نسجت اليرقات حول نفسها ما يسمى بالشرنقة، وظل كل صغير في شرنقته حتى تحول كل صغير لنملة كاملة النمو.


 
فرحت ملكة النمل بأولادها النمل الذين خرجوا لتوهم من الشرانق، فقد كبرت أسرة الملكة كثيرا، وشارك جميع النمل في بناء قرية النمل الجديدة، وتفرغت الملكة كليا لوضع البيض.

ويوما ما خرجت من شرنقة من الشرانق نملة صغيرة، وكان على النملة الصغيرة أن تعمل مثل أخوتها النمل، فقد أعتنى النمل بأختهم طويلا، وحان الوقت لكي تعتني هي بنفسها، وتعمل عملا مفيدا مثل غيرها من النمل.

ولكن النملة لم تعرف من أين تبدأ؟ وماذا تعمل؟ فقد كانت حائرة للغاية، فتجولت النملة الصغيرة في أنحاء القرية، لعلها تصل قرار حازم يخلصها من حيرتها الشديدة، وكانت قرية النمل مكونة من عدد كبير من الغرف، وكانت هذه الغرف موجودة تحت كمية من التراب، ويفصل بين الغرف ممرات شديدة الضيق.

وفي بداية الأمر توجهت النملة الصغيرة لحجرة الملكة، لكي تلقي التحية على والدتها الملكة، لكن النملة الصغيرة وجدت أمها مشغولة للغاية في وضع البيض، وحول الملكة مساعدات الملكة التي كانوا يطعمون الملكة الطعام، وأخريات يحلمن البيض لوضعه في غرفة أخرى.

استكملت النملة الصغيرة جولتها، ودخلت غرفة أخرى فوجدت بعض النمل يعتنون باليرقات، ورأت في غرفة أخرى نمل يحاول مساعدة النمل الصغير الخروج من الشرانق، ومشت قليلا فوجدت بعض النمل يوسع الممرات باستخدام أفواههم، ويقوم بإلقاء الرمل خارج قرية النمل، ثم يعدون لاستكمال عمله في توسيع الممرات.


 
وسارت قليلا فوجدت مجموعة من النمل يدخل للقرية حاملا الطعام لكي يضعه بداخل المخازن المعدة لتخزين الطعام لكل أفراد القرية الكبيرة، وكان من ضمن النمل الذي يحمل الطعام للمخزن نملة يبدوا أنها جائعة وعطشة، أحضرت النملة الصغيرة الماء والطعام لتلك النملة المتعبة، فشكرتها النملة كثيرا وأسرعت لتكمل عملها الشاق، طلبت النملة الصغيرة من النملة الكبيرة أن تأتي معها لكي تحضر الطعام مثلها تماما وتضعه في المخزن.

كان بصحبة مجموعة النمل حراس من نمل كبير الحجم والرأس، وله فكوك متينة وشديدة وعضتها تؤلم بشدة، وكانت مهمة الحراس أن يحموا مجموعة النمل من أي هجوم تتعرض له من حشرات أخرى خصوصا النمل أحمر اللون.

ذهبت النملة الصغيرة مع النملة الكبيرة لكي تحضر الطعام، وحذرت النملة الكبيرة النملة الصغيرة من أن يدوسها أحد من البشر، فقالت لها لن يشعر بك أبدا هذا الإنسان إذا داسك، لذا عليك يا صغيرتي أن تعمل داخل القرية لحين أن تكبرين.

ولما عادت النملتين للقرية وجدوا القرية وقعت تحت هجوم النمل الأحمر، ذلك النمل الأحمر الذي اخذ معه كمية كبيرة من الطعام الموجود بالمخزن، ولم يكتفي بهذا بل أخذ يرقات أيضا لكي يعمل كخدم عندهم، وبعد رحيل جيش النمل الأحمر أعاد النمل الأسود تنظيم قريتهم.


 
وبعد أيام معدودة كرر النمل الأحمر هجومه على قرية النمل الأسود، لكن النمل الأسود تصدى للهجوم بكل قوة وحزم، فطرد جنود النمل الأحمر من قريتهم المنيعة، وعاد النمل الأسود لحياته الطبيعية والآمنة والمستقرة.
الصياد الصغير imageالصياد الصغير image

أبو نَبيلْ صَيَّادٌ فقيرٌ.. يَخْرُجُ كُلَّ صَبَاحٍ باكراً إلى الشاطِىء القريبِ لِيَصْطَادَ بِضْعَ سَمَكَاتٍ ثم يَبِيعُها بِثَمَنٍ قَلِيلٍ لِيَشْتَرِيَ بِذَلِكَ الثَمَنِ طَعَاماً أو حَاجَاتٍ بسيطةٍ لَهُ ولأُسْرَتِهِ.
وفي يومٍ عادَ أبو نبيلْ حَزِيناً لأَنَّهُ لَمْ يَتَمَكَّنَ مِنْ صيدِ حتى سَمَكَةٍ واحدةٍ. وعندما اسْتَيْقَظَ نبيلْ لاَحَظَ حُزْنَ أبِيهِ، فقرَّرَ مُسَاعَدَتَهُ ووعَدَهُ أَنْ يَصِيدَ سَمَكَةً كَبِيرةً لِيَبِيعها بعدَ ذلكَ بثمنٍ غالٍ.
خرج نبيلْ بكلِّ نشاطٍ إلى الشاطىءِ وقَضَى وقتاً طويلاً يواجِهُ البحرَ وينتظرُ بصبرٍ اصْطِيَادَ السَّمَكَةِ التي كانَ يَتَوقَّعها.. وفجَأةً اهتَزَّتْ شَبَكَتُهُ بِقُوّةٍ، وبعدَ أنْ سَحَبَهَا بِقُوّةٍ، ظَهَرَت لَهُ سَمَكَةٌ ضَخْمَةٌ، فَحَمَلَها بِسَعادَةٍ ورَكَضَ إلى أَبيهِ لِيُقَدِّمَها إليهِ، شَعَرَ أبو نبيلْ بِفَخْرٍ وفَرَحٍ لِمَا فَعَلَهُ ابْنُهُ نبيلْ، ثُمَّ ذَهَبا إلى السُّوقِ وبَاعَا السَّمَكَةَ بِثَمَنٍ مُرْتَفِعٍ وعادا إلى البيتِ سَعِيدَيْنِ مُحَمَّلاَنِ بِالطعامِ وحاجاتٍ مُخْتَلِفَةٍ..

الحصان اللطيف المتمرد imageالحصان اللطيف المتمرد image
«هَلْ أَسْتَطِيْعُ قِيَادَةَ هَذَا الحُصَانِ البُنِّي؟!.. يَبْدُو صَعْبَ الْمَرَاسِ.. حَتَّى الرَّجُلَ القَوِيَّ الوَاقِفَ دَاخِلَ مَيْدَانِ السِّيْركْ لَمْ يُسَيْطِرَ عَلَيْهِ!!».
«جَمِيْلٌ.. جَمِيْلٌ هَذَا الحُصَانُ، نَظَرَ إِليَّ كَأَنَّه يَعْرِفُنِي.. يُرِيْدُ مُحَادَثَتِي.. إِخْبَارِي بِأَمْرٍ ما!!».
«أُحِبُّ هَذَا الحُصَانَ البُنِّي.. آهٍ لَوْ أَتَمَكَّنُ مِنْ لَمْسِهِ، مِنَ الرُّكُوبِ عَلَيْهِ، تَبْدُو قِيَادَتُهُ مُمْتِعَةٌ رَغْمَ شَرَاسَتِهِ الظَّاهِرَةِ..».
الأَطْفَالُ يَخْرُجُوْنَ مِنَ السِّيْرك والسَّعَادَةُ عَلَى وُجُوْهِهِمْ..
سَعْد فِكْرُهُ مَشْغُوْلٌ.. يُفَكِّرُ بِالْحُصَانِ البُنِّي..
«الْمُدَرِّبُ ضَرَبَهُ بِعُنْفٍ.. لَكِنَّهُ رَفَضَ الخُضُوْعَ..».
«مَا أَجْمَلَ هَذَا الحصانُ.. عِزُّةُ نَفْسِهِ مَنَعَتْهُ الإِنْصِيَاعَ لِأَوَامِرِ المُدَرِّبِ الَّذِي تَعَامَلَ مَعَهُ بِقَسْوةٍ مُبَالَغٌ بِهَا..».
الأَبُ: «مَا تَقُوْلُ يا سعد.. هل تَتَكَلَّمُ مَعِي أَمْ مَعَ نَفْسِكَ؟!».
سعد: «أبي.. أَرَأَيْتَ كَيْفَ تَعَامَلَ مُدَرِّبُ الأَحْصِنَةِ مَعَ الحُصَانِ البُنِّي؟! ضَرَبَهُ بِشَدَّةٍ، الْحُصَانُ البُنِّيُّ تَمَرَّدَ رَغْمَ الضَّرَبَاتِ الَّتِي كَانَتْ تَتَوالى عَلَيْهِ.. تَمَرَّدَ.. لَمْ يُنَفِّذِ الأَوَامِرَ كَسَائِرِ الأَحْصِنَةِ؟».
الأَبُ: «أَعْتَقِدُ أَنَّ هَذَا المَشْهَدَ مِنْ سِيَاقِ العَرْضِ لِيَلْفُتَ اهْتِمَامَ الجُمْهُورِ».
«لا يا أبي.. أنا مُتَأَكِّدٌ مِنْ ذَلِكْ.. أَحْسَسْتُ بآلامِ الحُصَانِ.. كانَ يُرِيْدُ الصُّرَاخَ.. الاعْتِرَاضَ.. رَأَيتُهُ يَنْظُرُ إليَّ كَأَنَّهُ يَسْتَنْجِدُ بي..».
«هذا هُوَ الهدفُ.. أنْ يُثِيْرُوا اهْتِمَامَكَ.. نَجَحُوا بِالْفِعْلِ..».
«أنا مُتَأَكِّدٌ ممَّا أَقُول..».
«رُبَّما.. لَكِنْ لا تَنْكُرُ أَنَّ السِّيركَ كانَ مُمْتِعًا..».
«رُبَّما.. لَكِنِّي كُنْتُ مَشْغُولاً بِالْحُصَانِ..».
«ما لنا ولَهُ الآن.. لِنَذْهَبَ إلى البَيْتِ.. أمُّكَ الآنَ بانْتِظَارِنَا.. لَيْتَها حَضَرَتْ مَعَنا.. لا تُحِبُّ مُشَاهَدَةَ السِّيركِ..».
في البَيْتِ:
«أهلاً أبا سعد.. هَلْ فَرِحَ ابنُكَ بعُروضِ السِّيركْ؟».
سعد: «نَعَمْ يا أمي.. كانَ رائِعاً.. لَكِنْ.. لَوْلاَ شَيءٌ واحِدٌ..».
«ما هو؟».
«أَثْنَاءَ عَرْضِ الأَحْصِنَةِ تَمَرَّدَ حُصَانٌ على اُلْمُدَرِّبِ، لَمْ يَقْبَلْ تَنْفِيْذَ الأَوَامِرِ.. ضَرَبَهُ الْمُدَرِّبُ بِعُنْفٍ.. الحُصَانُ عَنِيْدٌ عَنِيْدٌ، لَمْ يُتَابِعِ العَرْضَ..».
الأُمُّ: «عَجِيبٌ! لِمَ يا ترى؟».
سعد: «أَظُنُّهُ يُعبِّرُ عَنْ سَخَطِهِ مِنَ الضَّرْبِ الَّذِي تَعرَّضَ لهُ مِنَ المدرِّبِ».
الأُمُّ: «لَكِنَّهُ أمرٌ معتادٌ...».
سعد: «إنَّهُ لَيْسَ كَغَيْرِهِ مِنَ الأَحْصِنَةِ.. رَأَيْتُ ذَلِكَ في عَيْنَيْهِ.. نَظَرَ إلَيَّ نَظْرَةً باكِيَةً.. يُريدُ إخْبَاري بما يَتَعَرَّضُ لَهُ مِنْ أَذَى..».
اسْتَعْطَفَ سَعْدُ أباهُ:
«أَرْجُوكَ يا أبي.. اشْتَرِ لي هذا الحُصَان.. نَضَعُهُ في حَدِيْقَةِ مَنْزِلِنا.. نَبْنِي لهُ بَيْتاً صَغيراً.. إنهُ حُصَانٌ لَطِيْفٌ وهَادِىءٌ».
الأَبُ: «أَلَمْ تَقُلْ إنَّه حصانٌ متمرِّدٌ عنيدٌ.. كيف نحتفظُ به؟! إنَّه خطرٌ علينا..».
سعد: «أنا مُتَأكِّدٌ أنَّهُ لَطِيْفٌ..».
الأَبُ: «دَعْنِي أُفَكِّرْ.. غَداً نُنَاقِشُ الْمَوْضُوعَ».
في الصَّبَاحِ التَّالي خَرَجَ سَعْدُ مُبْكِراً إلى حَدِيْقَةِ المَنْزِلِ يَبْحَثُ عَنْ مَكَانٍ مُنَاسِبٍ لِبِنَاءِ بَيْتٍ لِلْحُصَانِ..
عَادَ سَعْدُ إِلَى اُلمَنْزِلِ.. الْتَقَى أَبَاهُ وأُمَّهُ على مَائِدَةِ الإِفْطَارِ..
أوَّلُ كَلِمَةٍ قَالَها:
«مَتَى سَنَذْهَبُ لِرُؤْيَةِ الحُصَانِ؟».
الأَبُ: «عُدْنَا إلى الْمَوْضُوعِ نَفْسِهِ.. أَلاَ تَنْسَى..».
سعد: «أَرْجُوكَ يا أبي.. في الحَدِيْقَةِ مُتَّسَعٌ لَهُ..».
الأَبُ: «سَيُخَرِّبُ الحَدِيْقَةَ..».
سعد: «لا تَأْخُذْ قَراراً مُسْتَعْجِلاً.. أَلَمْ تُعَلِّمَنِي ذَلِكْ؟! لِنَذْهَبَ أَوَّلاً إلى مَوْقِعِ السِيْركْ.. نَتَكَلَّمُ إلى مُدَرِّبِ الأَحْصِنَةِ.. نُشَاهِدُ الحُصَانَ عَنْ قُرْبٍ.. رُبَّمَا شَعَرْتَ بِمَا شَعَرْتُ بِهِ».
الأَبُ: «لَكِنْ.. لَكِنْ..».
«حَاوِلْ يا أبي.. مِنْ أَجْلِي أنا.. أَرْجُوكْ..».
«همم.. حَاضِرْ.. حَاضِرْ.. عِنْدَمَا أَعُوْدُ مِنَ العَمَلِ نَذْهَبُ مَعاً لِنَرَى هَذا الحُصَانُ الَّذِي أَوْجَعَ لِي رَأْسِي».
صَاحَ سَعْدٌ فَرَحاً: «هيه.. هيه.. يا أَعْظَمَ أَبٍ في الكَوْنِ..».
بَعْدَ الظُّهْرِ.. يُرَافِقُ سَعْدٌ أَبَاهُ إلى السِّيْركِ قبلَ بَدْءِ العَرْضِ، يَبْحَثَانِ عَنْ مُدَرِّبِ الأَحْصِنَةِ.. يَسْأَلاَنِهِ عَنِ الحُصَانِ البُنِّي فَيَقُولْ:
«هذا حُصَانٌ غَرِيْبٌ حَقًّا.. لا يُعْجِبُهُ أَمْرٌ.. يَظَلُّ في حَالَةِ غَضَبٍ مُتَوَاصِلٍ، يُزْعِجُ باقِي الأَحْصِنَةَ بِمَزَاجِهِ الْمُتَعَكِّرِ.. لَكَمْ وَدَدْتُ التَّخَلُّصَ مِنْهُ».
يَفْرَحُ سَعْدُ بِذَلِكْ..
يَقُولُ أبوهُ: «إِنَّهُ حُصَانٌ مُشَاغِبٌ إذاً.. لماذا لا تُبَدِّلُهُ؟».
يُجِيْبُ المُدرِّبُ: «إِنَّهُ مَعْرُوْضٌ لِلْبَيْعِ.. لَكِنَّ أَحَداً لا يُرِيْدُ شِرَاءَهُ..».
لَمَعَتْ عَيْنَا سَعْدٍ مِنَ الفَرَحِ..
قالَ الأَبُ: «ألاَ يُشَكِّلُ خَطَراً على الجُمْهُورِ؟..».
«لا أَعْتَقِدْ.. لَيْسَ شَرِسًا إلى هَذَا الحَدِّ..».
سعد: «أبي.. لِنَذْهَبَ ونَرَاهُ عَنْ قُرْبٍ.. هَلْ تَسْمَحْ لنا يا سيدي؟».
الْمُدَرِّبِ: «لا بأسْ.. لا بأسْ..».
الحُصَانُ البُنِّيُّ في غُرْفَةٍ مُنْفَرِدًا عَنْ بَاقِي الأَحْصِنَةِ..
بَدَا هَادِئًا يَتَنَقَّلُ بِرَشَاقَةٍ في مَسَاحةٍ ضَيِّقَةٍ..
سعد: «انْظُرْ يا أبي ما أَلْطَفَ هَذا الحُصَانُ!.».
هَزَّ الحُصَانُ رَأْسَهُ مُرَحِّباً..
ابْتَسَمَ سَعْدُ.. لوَّحَ بِيَدِهِ..
هَزَّ الحُصَانُ ذَنَبَهُ... اقْتَرَبَ مِنْ سَعْدٍ بِهُدُوءْ..
اسْتَغْرَبَ اُلْمُدَرِّبُ.. تفاجَأَ أبو سَعدْ..
أَشَارَ سَعْدٌ بِيَدِهِ إِلى الحُصَانِ أَنْ تَعَالَ.. جَاءَ الحُصَانُ عَلَى الفَوْرِ..
«هَلْ تَسْمَحُ لِي بِالرُّكُوْبِ عليهِ يا سَيِّدِي؟..».
«أَخْشَى أَنْ يُؤْذِيكَ».
«يَبْدُو لَطِيْفاً مَعِي..».
«نَعَمْ.. يَبْدُو لَطِيْفاً.. عَلَى غَيْرِ عَادَتِهِ..».
«أبي.. هَلْ تَسْمَحُ لي..».
الأب: «لَكِنْ بِحَذَرٍ»..
المدرِّب: «سَأَرْفَعُكَ إليهِ.. وأَبْقَى بِجَانِبِكَ تَحَسُّباً لِأَيِّ خَطَرٍ..».
الحُصَانُ كَانَ هَادِئاً لِلْغَايَةِ.. تَنَقَّلَ بِسَعْدٍ وكَأَنَّهُ يُلاَعِبُهُ..
دَارَ بِهِ.. تَحَرَّكَ بِجِسْمِهِ وَأَقْدَامِهِ وأدَّى رَقْصَةً رَائِعَةً..
أُصِيْبَ الأَبُ والمُدَرِّبُ بالدَّهْشَةِ..
لَمْ يرَ المدرِّبُ عَرْضًا مِثْلَ هذا مِنْ قَبْل..
طَلَبَ مِنْ سَعْدٍ مُشَارَكَتَهُ السِّيْركْ في عَرْضِ اللَّيْلَةِ.. يُقَدِّمُ عَرْضًا عَلَى الحُصَانِ البنِّيّ..
قالَ الأَبُ: «لَكِنَّهُ قَدْ يُؤْذِي ابْنِي!!».
المُدَرِّب: «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ تَصَرَّفَ بِلُطْفٍ وَوَدَاعَةٍ؟! لا تَقْلَقْ..».
في السِّيركْ صَفَّقَ الجُمْهُورُ مُدَّةً طَوِيْلَةً... طَوِيْلةً، وَهُمْ يُشَاهِدُونَ سَعْداً مُسْتَمْتِعًا بِرَقْصَةِ الحُصَانِ البُنِّي..
سَعْدُ أَظْهَرَ بَرَاعَةً فَائِقَةً..
ازْدَادَ حَمَاسَةً بَعْدَمَا شَعَرَ بِتَشْجِيْعِ الجُمْهُورِ لَهُ...
أَثْبَتَ سَعْدُ أَنَّ الحُصَانَ لطيفٌ.. لطيفٌ.. عَزِيْزُ النَّفْسِ.. يَرْفُضُ أَنْ يَضْرِبَهُ الْمُدَرِّبُ.. يُقَدِّمُ أَفْضَلَ العَرُوضِ دُوْنَ عُنْفٍ..
بَعْدَ العَرْضِ..
اتَّفَقَ مُدِيْرُ السِّيركْ مَعَ سَعْد أَنْ يُشَارِكَ فِي بَاقِي العُرُوْضِ الَّتِي يُقَدِّمُها في مَدِيْنَتِهِ خِلاَلَ أُسْبُوعٍ كَامِلٍ.. يَحْصَلُ فِي النِّهَايَةِ على الحُصَانِ كَأَجْرٍ لَهُ قَبْلَ أنْ يَنْتَقِلَ السِّيرك إلى مَدِيْنةٍ أُخْرَى..
فَرِحَ سَعْدُ بِهَذَا العَرْضِ..
وَعَدَهُ أَبُوْهُ بِأَنَّهُ سَيَبْنِي لِلْحُصَانِ بَيْتاً صِغَيْراً في حَدِيْقَةِ المَنْزِلِ، يَنْتَهِي قَبْلَ نِهَايَةِ عُروضِ السِّيرك..

اشْتَهَرَ سَعْدُ في المَدِيْنَةِ كَأَفْضَلِ مُدَرِّبٍ لِلأَحْصِنَةِ..
عَاشَ الحُصَانُ البنّيُّ بَقِيّةَ حَيَاتِهِ سَعِيْداً بِبَيْتِهِ الجَدِيدْ.. مَعَ أَصْدِقَائِهِ الجُدُدْ.

تم عمل هذا الموقع بواسطة